منه، وأن نعمه لا تدرك بالأماني ولكنها مواهب منه يختص بها من يشاء من خلقه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير) * يعني جل ثناؤه بقوله: ما ننسخ من آية إلى غيره، فنبدله ونغيره. وذلك أن يحول الحلال حراما والحرام حلالا، والمباح محظورا والمحظور مباحا ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والاطلاق والمنع والإباحة، فأما الاخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ. وأصل النسخ من نسخ الكتاب وهو نقله من نسخة إلى أخرى غيرها، فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره إنما هو تحويله ونقل عبارته عنه إلى غيره. فإذا كان ذلك معنى نسخ الآية فسواء إذا نسخ حكمها فغير وبدل فرضها ونقل فرض العباد عن اللازم كان لهم بها أو فر حظها فترك، أو محي أثرها، فعفي ونسي، إذ هي حينئذ في كلتا حالتيها منسوخة. والحكم الحادث المبدل به الحكم الأول والمنقول إليه فرض العباد هو الناسخ، يقال منه: نسخ الله آية كذا وكذا ينسخه نسخا، والنسخة الاسم. وبمثل الذي قلنا في ذلك كان الحسن البصري يقول.
1448 - حدثنا سوار بن عبد الله العنبري، قال: ثنا خالد بن الحارث، قال: ثنا عوف، عن الحسن أنه قال في قوله: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها قال: إن نبيكم (ص) أقرئ قرآنا ثم نسيه فلم يكن شيئا، ومن القرآن ما قد نسخ وأنتم تقرأونه.
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ما ننسخ فقال بعضهم بما:
1449 - حدثني به موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن عمار، قال: ثنا أسباط، عن السدي: ما ننسخ من آية أما نسخها فقبضها. وقال آخرون بما:
1450 - حدثني به المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قوله: ما ننسخ من آية يقول: ما نبدل من آية. وقال آخرون بما: