أسباط، عن السدي في قوله: (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) أما البلاء: فالنعمة.
757 - وحدثنا سفيان، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد: (وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) قال: نعمة من ربكم عظيمة.
* - حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثل حديث سفيان.
758 - حدثني القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج:
(وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) قال: نعمة عظيمة.
وأصل البلاء في كلام العرب: الاختبار والامتحان، ثم يستعمل في الخبر والشر، لان الامتحان والاختبار قد يكون بالخير كما يكون بالشر، كما قال الله جل ثناؤه:
(وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون) (1) يقول: اختبرناهم، وكما قال جل ذكره: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) (2). ثم تسمي العرب خير بلاء والشر بلاء، غير أن الأكثر في الشر أن يقال: بلوته أبلوه بلاء، وفي الخير: أبليته أبليه وبلاء، ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
جزى الله بالاحسان ما فعلا بكم * وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو (3) فجمع بين اللغتين: لأنه أراد: فأنعم الله عليهما خير النعم التي يختبر بها عباده. القول في تأويل قوله تعالى:
(وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون (50)) أما تأويل قوله: (وإذ فرقنا بكم) فإنه عطف على: (وإذ نجيناكم) بمعنى: واذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم، واذكروا إذ نجيناكم من آل فرعون، وإذ فرقنا بكم البحر.
ومعنى قوله: (فرقنا بكم): فصلنا بكم البحر، لأنهم كانوا اثني عشر سبطا، ففرق البحر