* (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) * قال أبو جعفر: وتأويل قوله: وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس يعني: وإذا قيل لهؤلاء الذين وصفهم الله ونعتهم بأنهم يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين:
صدقوا بمحمد وبما جاء به من عند الله كما صدق به الناس. ويعني بالناس المؤمنين الذين آمنوا بمحمد ونبوته وما جاء به من عند الله. كما:
290 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، عن بشر بن عمار، عن أبي روق، عن الضحاك عن ابن عباس في قوله: وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس يقول:
وإذا قيل لهم صدقوا كما صدق أصحاب محمد، قولوا: إنه نبي ورسول، وإن ما أنزل عليه حق. وصدقوا بالآخرة، وأنكم مبعوثون من بعد الموت.
وإنما أدخلت الألف واللام في الناس وهم بعض الناس لا جميعهم لأنهم كانوا معروفين عند الذين خوطبوا بهذه الآية بأعيانهم. وإنما معناه: آمنوا كما آمن الناس الذين تعرفونهم من أهل اليقين والتصديق بالله وبمحمد (ص)، وما جاء به من عند الله وباليوم الآخر، فلذلك أدخلت الألف واللام فيه كما أدخلتا في قوله: * (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) * لأنه أشير بدخولها إلى ناس معروفين عند من خوطب بذلك.
القول في تأويل قوله تعالى: قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء.
قال أبو جعفر: والسفهاء جمع سفيه، كالعلماء جمع عليم، والحكماء جمع حكيم.
والسفيه: الجاهل الضعيف الرأي، القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار ولذلك سمى الله عز وجل النساء والصبيان سفهاء، فقال تعالى: * (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم) * قياما فقال عامة أهل التأويل: هم النساء والصبيان لضعف آرائهم، وقلة معرفتهم بمواضع المصالح والمضار التي تصرف إليها الأموال. وإنما عنى المنافقون بقيلهم