أسروا من الكفر والنفاق. وقرأ قول الله: يوم يبعثهم الله جميعا قال: هم المنافقون، حتى بلغ ويحسبون أنهم على شئ قد كان الايمان ينفعهم عندكم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) * وأصل المرض: السقم، ثم يقال ذلك في الأجساد والأديان فأخبر الله جل ثناؤه أن في قلوب المنافقين مرضا. وإنما عنى تبارك وتعالى بخبره عن مرض قلوبهم الخبر عن مرض ما في قلوبهم من الاعتقاد ولكن لما كان معلوما بالخبر عن مرض القلب أنه معنى به مرض ما هم معتقدوه من الاعتقاد استغنى بالخبر عن القلب بذلك والكناية عن تصريح الخبر عن ضمائرهم واعتقاداتهم كما قال عمر بن لجأ:
وسبحت المدينة لا تلمها * رأت قمرا بسوقهم نهارا يريد وسبح أهل المدينة. فاستغنى بمعرفة السامعين خبره بالخبر عن المدينة عن الخبر عن أهلها. ومثله قول عنترة العبسي:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك * إن كنت جاهلة بما لم تعلمي يريد: هلا سألت أصحاب الخيل؟ ومنه قولهم: يا خيل الله اركبي، يراد:
يا أصحاب خيل الله اركبوا.
والشواهد على ذلك أكثر من أن يحصيها كتاب، وفيما ذكرنا كفاية لمن وفق لفهمه.
فكذلك معنى قول الله جل ثناؤه: في قلوبهم مرض إنما يعني في اعتقاد قلوبهم الذي يعتقدونه في الدين والتصديق بمحمد (ص)، وبما جاء به من عند الله مرض وسقم. فاجتزأ بدلالة الخبر عن قلوبهم على معناه عن تصريح الخبر عن اعتقادهم. والمرض الذي ذكر الله