142 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: مالك يوم الدين قال: يوم يدين الله العباد بأعمالهم.
143 - وحدثنا القاسم بن الحسن، قال: حدثنا الحسين بن داود، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج: مالك يوم الدين قال: يوم يدان الناس بالحساب.
القول في تأويل قوله تعالى:
* (إياك نعبد وإياك نستعين) * قال أبو جعفر: وتأويل قوله: إياك نعبد: لك اللهم نخشع، ونذل، ونستكين، إقرارا لك يا ربنا بالربوبية لا لغيرك. كما:
144 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة، قال: حدثنا أبو روق، عن الضحاك، عن عبد الله بن عباس، قال: قال جبريل لمحمد (ص):
قل يا محمد: إياك نعبد، إياك نوحد ونخاف ونرجو يا ربنا لا غيرك.
وذلك من قول ابن عباس بمعنى ما قلنا، وإنما اخترنا البيان عن تأويله بأنه بمعنى نخشع، ونذل، ونستكين، دون البيان عنه بأنه بمعنى نرجو ونخاف، وإن كان الرجاء والخوف لا يكونان إلا مع ذلة لان العبودية عند جميع العرب أصلها الذلة، وأنها تسمي الطريق المذلل الذي قد وطئته الاقدام وذللته السابلة: معبدا. ومن ذلك قول طرفة بن العبد:
تباري عتاقا ناجيات وأتبعت * وظيفا وظيفا فوق مور معبد يعني بالمور: الطريق، وبالمعبد: المذلل الموطوء. ومن ذلك قيل للبعير المذلل بالركوب في الحوائج: معبد، ومنه سمي العبد عبدا لذلته لمولاه. والشواهد من أشعار العرب وكلامها على ذلك أكثر من أن تحصى، وفيما ذكرناه كفاية لمن وفق لفهمه إن شاء الله تعالى.
القول في تأويل قوله تعالى: وإياك نستعين.