قال: أما النور فهو إيمانهم الذي يتكلمون به، وأما الظلمات، فهي ضلالتهم وكفرهم.
وقال آخرون بما:
332 - حدثني به محمد بن عمرو الباهلي، قال: حدثني أبو عاصم، قال: حدثنا عيسى بن ميمون، قال: حدثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله) قال: أما إضاءة النار: فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى، وذهاب نورهم: إقبالهم إلى الكافرين والضلالة.
* - وحدثني المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو حذيفة، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله): أما إضاءة النار: فإقبالهم إلى المؤمنين والهدى، وذهاب نورهم: إقبالهم إلى الكافرين والضلالة.
* - حدثني القاسم، قال: حدثني الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريح عن مجاهد مثله.
333 - وحدثني المثنى، قال: حدثنا إسحاق بن الحجاج، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، قال: ضرب مثل أهل النفاق فقال: (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) قال: إنما ضوء النار ونورها ما أوقدتها، فإذا خمدت ذهب نورها، كذلك المنافق كلما تكلم بكلمة الاخلاص أضاء له، فإذا شك وقع في الظلمة.
334 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد في قوله: (كميل الذي استوقد نارا) إلى آخر الآية. قال: هذه صفة المنافقين، كانوا قد آمنوا حتى أضاء الايمان في قلوبهم كما أضاءت النار لهؤلاء الذين استوقدوا ثم كفروا، فذهب الله بنورهم، فانتزعه كما ذهب بضوء هذه النار، فتركهم في ظلمات لا يبصرون.
وأولى التأويلات بالآية ما قاله قتادة والضحاك، وما رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. وذلك أن الله جل ثناؤه إنما ضرب هذا المثل للمنافقين الذين وصف صفتهم وقص قصصهم من لدن ابتدأ بذكرهم بقوله: (من الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين) لا المعلنين بالكفر المجاهدين بالشرك.
ولو كان المثل لمن آمن إيمانا صحيحا ثم أعلن بالكفر إعلانا صحيحا على ما ظن المتأول قول الله جل ثناؤه: (كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله