منهم، ذلك أن معناه مد النهر نهر آخر، فكذلك ذلك في قول الله: ويمدهم في طغيانهم يعمهون.
القول في تأويل قوله تعالى: في طغيانهم.
قال أبو جعفر: والطغيان الفعلان، من قولك: طغى فلان يطغى طغيانا إذا تجاوز في الامر حده فبغى. ومنه قوله الله: كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى: أي يتجاوز حده. ومنه قول أمية بن أبي الصلت:
ودعا الله دعوة لات هنا * بعد طغيانه فظل مشيرا وإنما عنى الله جل ثناؤه بقوله: ويمدهم في طغيانهم أنه يملي لهم ويذرهم يبغون في ضلالهم وكفرهم حيارى يترددون. كما:
310 - حدثت عن المنجاب، قال: حدثنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: في طغيانهم يعمهون قال: في كفرهم يترددون.
311 - وحدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره، عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص): في طغيانهم: في كفرهم.
312 - وحدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة: في طغيانهم يعمهون أي في ضلالتهم يعمهون.
313 - وحدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: في طغيانهم في ضلالتهم.
314 - وحدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: في طغيانهم قال: طغيانهم، كفرهم وصلاتهم.
القول في تأويل قوله تعالى: يعمهون.
قال أبو جعفر: والعمه نفسه: الضلال، يقال منه: عمه فلان يعمه عمهانا وعموها:
إذا ضل. ومنه قول رؤبة بن العجاج يصف مضلة من المهامة: