جل ثناؤه أنه في اعتقاد قلوبهم الذي وصفناه هو شكهم في أمر محمد، وما جاء به من عند الله وتحيرهم فيه، فلا هم به موقنون إيقان إيمان، ولا هم له منكرون إنكار إشراك ولكنهم كما وصفهم الله عز وجل مذبذبون بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، كما يقال: فلان يمرض في هذا الامر، أي يضعف العزم ولا يصحح الروية فيه. وبمثل الذي قلنا في تأويل ذلك تظاهر القول في تفسيره من المفسرين ذكر من قال ذلك:
270 - حدثنا محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: في قلوبهم مرض أي شك.
271 - وحدثت عن المنجاب، قال: حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق عن الضحاك، عن ابن عباس، قال: المرض: النفاق.
272 - حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي (ص): في قلوبهم مرض يقول:
في قلوبهم شك.
273 - حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال عبد الرحمن بن زيد في قوله: في قلوبهم مرض قال: هذا مرض في الدين وليس مرضا في الأجساد. قال: هم المنافقون.
274 - حدثني المثنى بن إبراهيم قال: حدثنا سويد بن نصر، قال: أخبرنا ابن المبارك قراءة عن سعيد عن قتادة في قوله: في قلوبهم مرض قال: في قلوبهم ريبة وشك في أمر الله جل ثناؤه.
275 - وحدثت عن عمار بن الحسن، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس: في قلوبهم مرض قال: هؤلاء أهل النفاق، والمرض الذي في قلوبهم الشك في أمر الله تعالى ذكره.
276 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال عبد الرحمن بن زيد:
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر حتى بلغ: في قلوبهم مرض قال المرض: الشك الذي دخلهم في الاسلام.