في البيت والمسجد يكتب وحيه ومسائله ويسمع فتاواه ويسأله؟ وروي أنه كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا نزل عليه الوحي ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا، وإذا نزل عليه الوحي نهارا لم يمس حتى يخبر به عليا (1).
وقد أورد الطبرسي (رحمه الله) في كتاب الاحتجاج حديث احتجاج أمير المؤمنين علي (عليه السلام) على جماعة من المهاجرين والأنصار، حيث يقوله فيه: يا طلحة، إن كل آية أنزلها الله جل وعلا على محمد (صلى الله عليه وآله) عندي بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط يدي، وتأويل كل آية أنزلها الله على محمد (صلى الله عليه وآله) وكل حرام وحلال أو حد أو حكم أو شئ تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة مكتوب بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط يدي حتى أرش الخدش... الخ (2).
ويمكن أن نعطف على ما تقدم مما يؤيده - وإن لم يكن صريحا في ذلك - ما في كتاب سليم بن قيس حيث يقول فيه: جلست إلى علي بالكوفة في المسجد والناس حوله، فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن كتاب الله، فوالله ما نزلت آية من كتاب الله إلا وقد أقرأنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمني تأويلها، فقال ابن الكواء:
فما كان ينزل عليه وأنت غائب؟ فقال: بلى، يحفظ علي ما غبت، فإذا قدمت عليه قال لي: يا علي، أنزل الله بعدك كذا وكذا فيقرأنيه، وتأويله كذا وكذا فيعلمنيه (3).
وما ورد في مقدمة تفسير مرآة الأنوار عن أبي خالد الواسطي عن زيد بن علي (عليه السلام): قيل: قال أمير المؤمنين: ما دخل رأسي نوم ولا غمض على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى علمت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنة أو أمر أو نهي وفيما نزل وفيمن تنزل. فخرجنا فلقينا المعتزلة، فذكرنا ذلك لهم فقالوا: إن هذا الأمر عظيم! كيف يكون هذا وقد كان أحدهما يغيب عن صاحبه؟! فرجعنا إلى زيد فأخبرناه بردهم علينا، فقال: كان يتحفظ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عدد الأيام التي غاب بها، فإذا التقيا قال