أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله) * (1): إنها نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان أخا عثمان من الرضاعة. حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عبد الله بن سعد ابن أبي سرح أخو عثمان بن عفان من الرضاعة قدم المدينة وأسلم، وكان له خط حسن، وكان إذا نزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعاه فكتب ما يمليه عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الوحي، وكان إذا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) " سميع بصير " يكتب " سميع عليم " وإذا قال " والله بما تعملون خبير " يكتب " بصير ". ويفرق بين التاء والياء. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: هو واحد، فارتد كافرا ورجع إلى مكة، وقال لقريش: والله ما يدري محمد ما يقول، أنا أقول مثل ما يقول فلا ينكر علي ذلك، فأنا انزل مثل ما أنزل الله. فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) في ذلك: * (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا... الخ) *.
فلما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقتله، فجاء به عثمان قد أخذ بيده ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد فقال: يا رسول الله اعف عنه، فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله). ثم أعاد فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم أعاد، فقال: هو لك، فلما مر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأصحابه: ألم أقل من رآه فليقتله؟ فقال رجل: كانت عيني إليك يا رسول الله أن تشير إلي بقتله فأقتله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الأنبياء لا يقتلون بالإشارة، فكان من الطلقاء (2).
ثم أورد الشيخ الصدوق حديثا - سيأتي قريبا - قال في ذيله: وإنما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقول له فيما يغيره " هو واحد هو واحد " لأنه لا ينكتب ما يريد عبد الله، إنما كان ينكتب ما كان يمليه (صلى الله عليه وآله) فقال: هو واحد غيرت أم لم تغير لم ينكتب ما تكتبه بل ينكتب ما أمليه عن الوحي وجبرئيل (عليه السلام) يصلحه. وفي ذلك دلالة للنبي (صلى الله عليه وآله).
ثم قال (رحمه الله): ووجه الحكمة في استكتاب النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي ومعاوية وعبد الله ابن سعد وهما عدوان هو أن المشركين قالوا: إن محمدا يقول هذا القرآن من تلقاء