ما شئت فسالت فأعطاها ما سألت قال الحاكم فهذه الرواية الصحيحة تصرح بان أحدا من هؤلاء لم يلق عبد الله بن زيد صاحب الرؤيا ولا أدرك أيامه فتصير هذه الروايات كلها مرسلة ولذلك تركها الشيخان في صحيحيهما قال الشيخ والذي يظهر ان في هذه الرواية أيضا إرسالا فان أبا عثمان عبيد الله بن عمر ليس في طبقة من يروي عن عمر بن عبد العزيز مشافهة ولقاءا إذا وقد روى محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد قال حدثني أبي فصرح فيه بسماع محمد من أبيه أخرجه أبو داود وغيره وفي علل الترمذي الكبير سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال هو عندي صحيح يعني حديث بن إسحاق وأسند البيهقي ومحمد بن يحيى الذهلي أنه قال ليس في أخبار عبد الله ابن زيد في قصة الأذان أصح من هذا لأن محمدا سمع من أبيه وكذلك قال بن خزيمة بعد أن أخرجه في صحيحه إن محمدا سمع من أبيه وأيضا فالبيهقي قد ذكر بعد ذلك أن الواقدي روى بإسناده عن محمد بن عبد الله بن زيد قال توفي أبي بالمدينة سنة اثنين وثلاثين وصلى عليه عثمان بن عفان.
وحديث الأسود أن بلالا كان يثني الأذان والإقامة اخرج الدارقطني نحوه عن إبراهيم النخعي عن بلال وقال مثله لم يسق لفظه قال البيهقي وإبراهيم عن بلال مرسل والأسود بن يزيد لم يدرك أذان بلال وأخرج الحاكم وعنه البيهقي في الخلافيات عن شريك عن عمران بن مسلم عن سويد بن غفلة ان بلالا كان يثني الأذان والإقامة ورواه الطحاوي بلفظ سمعت بلالا يؤذن مثنى ويقيم مثنى واعترض الحاكم بأن الأسود بن يزيد وسويد بن غفلة لم يدركا بلالا وأذانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر.
قال في الإمام وكون سويد بن غفلة لم يدرك اذان بلال في عهده عليه السلام صحيح لأنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه أدرك الجاهلية وأدى الزكاة لمصدقه عليه السلام وأما أبو بكر ففيه نظر إذ لا مانع منه فقد روى أن خروج بلال إلى الشام كان في زمن عمر كما رواه حفص بن عمر بن سعد القرظ قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بلال إلى أبي بكر فقال يا خليفة رسول الله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله وإني أريد أن اربط نفسي في سبيل الله حتى أموت فقال له أبو بكر أنشدك الله وحقي وحرمتي فقد كبر سني واقترب أجلي فقام بلال مع أبي بكر حتى هلك فلما هلك أبو بكر أتى عمر