الحارث فانطلق به إلى رحله فمكث عنده ما شاء الله ثم قال الحارث لابد لي أن أطالع أبا عبد الله سلمان الفارسي بالمدائن فانطلق الحارث حتى قدم على سلمان الفارسي بالمدائن فلما سلم عليه قال مكانك حتى أخرج إليك قال الحارث والله ما أراك تعرفني يا أبا عبد الله قال بلى عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك ان الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها في غير الله اختلف فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم رجع إلى الشام فأولئك الذين يتعارفون في الله ويتزاورون في الله. رواه البزار وروى أحمد بعضه وفي اسناد البزار شهر بن حوشب وفيه كلام وقد وثقه غير واحد وروى الطبراني في الكبير طرفا منه. وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تنزلون منزلا يقال له الجابية أو الجويبية يصيبكم فيه داء مثل غدتي الجمل يستشهد الله به أنفسكم وذراريكم ويزكي به أعمالكم. رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن يحيى الخشني وثقه دحيم وغيره وضعفه النسائي وغيره. وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فناء أمتي في الطعن والطاعون قلنا قد عرفنا الطعن فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة.
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبد الله بن عصمة النصيبي قال ابن عدي له مناكير وقد وثقه ابن حبان. وعن عتبة بن عبد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي الشهداء والمتوفون بالطاعون فيقول أصحاب الطاعون نحن شهداء فيقال انظروا فان جراحتهم كجراح الشهداء تسيل دما كريح المسك فهم شهداء فيجدونهم كذلك.
رواه الطبراني في الكبير وفيه إسماعيل بن عياش (1) وفيه كلام وحديثه عن أهل الشام مقبول وهذا منه.
{باب في الطاعون والثابت فيه والفار منه} عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفني أمتي إلا بالطعن والطاعون قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف. رواه أحمد وأبو يعلي والطبراني في