وكان الوليد بن الوليد - وهو أخو خالد بن الوليد - ممن يكتب ويقرأ، وكان خالد ممن يقرأ ويكتب (1) وكان نافع بن ظريب القرشي ممن يكتب (2) وكان حاطب بن أبي بلتعة من الكتاب (3) وكان الحكم بن أبي أحيحة من الكتاب، وأمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعلم الكتاب بالمدينة (4).
يقول أهل الأخبار: ولما نزل الوحي كان في قريش سبعة عشر رجلا كلهم يكتب: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح وطلحة ويزيد بن أبي سفيان وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة وحاطب بن عمرو أخو سهيل بن عمرو العامري من قريش وأبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي وأبان ابن سعيد بن العاص بن أمية وخالد بن سعيد أخوه وعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري وحويطب بن عبد العزى العامري وأبو سفيان بن حرب بن أمية ومعاوية ابن أبي سفيان وجهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، ومن حلفاء قريش العلاء بن الحضرمي (5).
هذا كله سيق في بيان أن العرب قبل الإسلام كانوا يكتبون، فليس المراد من الأمي والأميين الذي لا يقرأ ولا يكتب، بل المراد من هذه الكلمة الذين لم ينزل عليهم الكتاب كما اختاره الدكتور ونقلناه سابقا في معنى " الأمي " ولكن يمكن أن يطلق عليهم الأمي تغليبا، لأن أكثرهم كانوا لا يقرأون ولا يكتبون، وسيأتي ما يفيد في هذا المضمار فانتظر وتدبر.