والذي يورث سوء الظن في كتابه مضافا إلى ما قاله المغيرة أو قيل في كتابه أنه كيف خالف الخليفة ولم يأت بكتابه إليه ليحرقه وكيف كان يباهي بكتاب حرمه الخليفة وهو وأبوه من أتباع الخليفة يتبعانه اتباع الفصيل أمه ويدوران معه كما يدور الظل مع ذيه، ومن عرف حالهما يعلم بأنه لا يعقل بقاء كتابه مع مطالبة الخليفة إلا أن يكون حديثا يرضاه الخليفة ويشتهيه.
ومنهم:
12 - عائشة أم المؤمنين كان عندها كتاب، وكانت ترخص في أن يكتب عنها الحديث قال عروة: " قالت لي عائشة (رض) يا بني (إنه) يبلغني أنك تكتب عني الحديث (تسمع عني الحديث) ثم تعود فتكتبه؟ فقلت لها: أسمعه منك على شئ ثم أعود فأسمعه على غيره، فقالت: هل تسمع في المعنى خلافا؟ قلت: لا، قالت: لا بأس بذلك " (1).
كتب زياد بن أبي سفيان (2) إلى السيدة عائشة (رض) يسألها عن الحاج الذي يرسل هديه وهل يحرم عليه ما يحرم على الحاج... فأجابته عن هدى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
روى هشام بن عروة: " قال أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له، قال:
فكان يقول بعد ذلك: لأن تكون عندي أحب إلي من أن يكون مثل أهلي ومالي " (4).