يتخذ إلى ربه سبيلا) * (1) يعنى جعل وجوب مودتهم سبيلا إلى الرب تعالى ووسيلة إلى هداية الأمة الإسلامية بأن تكون المودة سببا للاتصال بهم والاتصال سبيا لأخذ الدين عنهم والاهتداء إلى الدين القويم الصحيح الخالي عن الأهواء البعيد عن الانحراف والتدجيل.
روي عن عاصم بن حميد عن خالد بن راشد عن مولى لعبيدة السلماني قال:
خطبنا أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر له من لبن، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " يا أيها الناس اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال قولا آل منه إلى غيره، وقال قولا وضع على غير موضعه، وكذب عليه، فقام إليه علقمة وعبيدة السلماني فقالا: يا أمير المؤمنين فما نصنع بما خبرنا به في هذه الصحف من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: سلاعن ذلك علماء آل محمد (صلى الله عليه وآله) كأنه يعني نفسه " (2).
هذا كله عدا أمور مانعة عن تفاوت الصحابة وتوجههم ووعيهم العلوم الإسلامية، لأن هناك كانت شواغل فكرية تذهل الإنسان العادي حسب طبيعته عن الدقة والتوجه إلى ما عداها:
1 - لأن المسلمين كانوا في زمن حياة الرسول صلى عليه وآله في مكة قبل الهجرة إلى المدينة في ضغطات شديدة من الكفار، يفتنون، ويعذبون، ويلاقون أذى كثيرا، حتى هاجر جمع منهم إلى الحبشة، أضف إلى ذلك الفقر المذقع وسائر الأمور اللفيفة بهم.
2 - ولما هاجروا إلى المدينة وتركوا الديار والأموال وانشغلوا بتهيئة وسائل الحياة والعمل من زراعة وتجارة و.. هجم عليهم أعداء الإسلام من قريش