على فرض أنها مأخوذة منهما حتما وضرورة؟!
وما الداعي لعلي أن لا يقبل تقيد الخلافة بسيرة الشيخين إذا فرضنا أنهما مأخوذة منهما أو موافقة لهما على أقل الاحتمالات وأضعفها؟
إذن فترك علي - عليه السلام - للخلافة التي يراها أنها من حقه الخاص دون سواه وهو يعلم جيدا أنه إذا لم يقبلها سيقبلها عثمان وهو يسمع ويرى تنعيمه لعبد الرحمن في كل مرة يعرضها عليه، ويعلم حقيقة أنه إن أخذها عثمان سيؤول أمرها إلى صبيان وغلمان بني أمية يلعبون بها وهو يعلم بدون شك وارتياب أن بني أمية وسيدهم أبو سفيان لم يؤمنوا بالله ولا برسوله، وإنما استسلموا للإسلام لتسلم رؤوسهم من القطع ونفوسهم من الإعدام.
فبأي شرع أو نظام يجوز لعلي - عليه السلام - الذي هو نبراس العدل والحنان ومتراس التضحية والجهاد أن يدع حوزة الإسلام ودين الله القويم أن يصل لصبيان بني أمية فتلعب به غلمانهم كيفما يشاؤون وهم أعداء الإسلام من أول يوم وجد فيه الإسلام؟!
أيجوز لعلي بن أبي طالب - عليه السلام - الذي غرس الإسلام بيده وسقاه بدماء أحبائه وأعزائه وضحى في حفظه وصيانته بكل غال ونفيس، أن يتركه لتترأس على منابره الغلمان وتلعب به الصبيان من بني أمية وبني مروان وهو على يقين من هذا كله؟ لا بالله هذا لا يقبله عقل ولا وجدان ولا يقوله مخلوق مدى الأجيال والأزمان!!
إذن فلا بد أن يكون الأمر أعظم من هذا وأضخم فلا بد من أن يكون الالتزام بسيرة الشيخين سيكلف عليا خسرانا ووبالا أشد من فقدان الخلافة وخسرانها ولم يوجد شئ في جميع ما نتصور وجوده واحتماله