بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي الحمد لله كما ينبغي، والصلاة على محمد وآله.
اعلم أن التقية جائزة وربما وجبت، والمراد بها: إظهار موافقة أهل الخلاف في ما يدينون به خوفا. والأصل فيه قبل الاجماع ما اشتهر من أقوال أهل البيت عليهم السلام وأفعالهم. وقد قيل في قوله تعالى: " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " (1 أن معناه: عملكم بالتقية.
وعن الصادق عليه السلام: " التقية ديني ودين آبائي " (2، وناهيك بقول أمير المؤمنين عليه السلام: " أما السب فسبوني، فإنه لي زكاة ولكم نجاة " (3 إذا تقرر ذلك فاعلم أن التقية قد تكون في العبادات، وقد تكون في غيرها من المعاملات، وربما كان متعلقها مأذونا فيه بخصوصه كغسل الرجلين في الوضوء، والكتف في الصلاة. وقد لا يكون مأذونا فيه بخصوصه بل جواز التقية فيه مستفاد