ثم نزل في ثلاثين رجلا قال: فهممت والله بالنزول معه ثم إن نفسي أبت، واستقدم هو وأصحابه فقاتلوا حتى قتلوا - رحمهم الله - فلما قتلوا أقبلنا منهزمين.
عن محمد بن مخنف (1) أن سفيان بن عوف لما أغار على الأنبار قدم علج من أهلها على علي عليه السلام فأخبره الخبر فصعد المنبر فقال: أيها الناس إن أخاكم البكري قد أصيب بالأنبار وهو معتز لا يخاف (2) ما كان، فاختار ما عند الله على الدنيا فانتدبوا إليهم حتى تلاقوهم فإن أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم (3) عن العراق أبدا ما بقوا، ثم سكت عنهم رجاء أن يجيبوه أو يتكلموا، أو يتكلم متكلم منهم بخير [فلم ينبس أحد منهم بكلمة (4)] فلما رأى صمتهم على ما في أنفسهم نزل فخرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة [والناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم (5)] فقالوا: إرجع يا أمير المؤمنين نحن نكفيك، فقال: ما تكفونني ولا تكفون أنفسكم فلم يزالوا به حتى صرفوه إلى منزله، فرجع وهو واجم كئيب.
ودعا سعيد بن قيس (6) الهمداني (7) فبعثه من النخيلة بثمانية آلاف وذلك أنه أخبر