الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٤٦٤
اجتمعتم فعليكم عمرو بن العشبة، فلما رأى علي عمرا قال: انهزمت؟! وعلا رأسه بالدرة فسكت، فلما خرج لحق بمعاوية، وبعث علي عليه السلام إلى داره فهدمها.
وقال عمرو بن العشبة:
لو كنت فينا يوم لاقانا العدى * جاشت إليك النفس والأحشاء غارة سفيان بن عوف الغامدي (1) على الأنبار و لقيه أشرس بن حسان البكري وسعيد بن قيس عن عبد الله بن يزيد [بن] المغفل (2) أن أبا الكنود (3) حدثه عن سفيان بن عوف

١ - في الإصابة: (سفيان بن عوف الأسلمي أو الغامدي... يأتي في مالك بن وهب وروى الحاكم عن مصعب الزبيري قال: وسفيان بن عوف الغامدي صحب النبي (ص) وكان له بأس ونجدة وسخاء وهو الذي أغار على هيت والأنبار في أيام علي فقتل وسبى وإياه عنى علي بن أبي طالب في خطبته حيث قال فيها: وإن أخا غامد قد أغار على هيت والأنبار وقتل حسان بن حسان يعني عامل علي واستعمل معاوية سفيان بن عوف على الصوائف وكان يعظمه (إلى آخر ما قال) وقال ابن أبي الحديد في شرح خطبة أوردها السيد الرضي (ره) في أوايل باب المختار من الخطب من نهج البلاغة صدرها (أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة (إلى أن قال عليه السلام) وهذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار (إلى آخر الخطبة) ما نصه (ج ١، ص ١٤١): (هذه الخطبة من مشاهير خطبه - عليه السلام - قد ذكرها كثير من الناس ورواه أبو العباس المبرد في أول الكامل وأسقط من هذه الرواية ألفاظا وزاد فيها ألفاظا وقال في أولها: إنه انتهى إلى علي (ع) أن خيلا وردت الأنبار لمعاوية فقتلوا عاملا له يقال له: حسان بن حسان فخرج مغضبا يجر رداءه حتى أتى النخيلة واتبعه الناس فرقى رباوة من الأرض فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال: أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة (الخطبة) وساق الكلام في شرح ألفاظ الخطبة حتى قال: فأما أخو غامد الذي وردت خيله الأنبار فهو سفيان بن عوف بن المغفل الغامدي وغامد قبيلة من اليمن وهي من الأزد أزد شنوءة واسم غامد عمر بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر ابن الأزد، وسمي غامدا لأنه كان بين قومه شر فأصلحه وتغمدهم بذلك روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات عن أبي الكنود قال: حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال: دعاني معاوية (الحديث) وقال المجلسي (ره) في ثامن البحار في باب ما جرى من الفتن (ص ٦٧٩، س ٣٤: (وبإسناده [يعني الثقفي] عن أبي الكنود عن سفيان بن عوف الغامدي قال: دعاني معاوية (الحديث).
فليعلم أن هذه الخطبة قد نقلها الجاحظ في البيان والتبيين عند ذكره خطبا عن أمير المؤمنين عليه السلام (أنظر ص ٣٩ - ٤٢ من ج ٢ من طبعة المطبعة الرحمانية بمصر سنة ١٣٥١ ه‍ بتحقيق حسن السندوسي وشرحه) والكليني (ره) في الكافي في باب فضل الجهاد من كتاب الجهاد (ج ٣ مرآة العقول، ص ٣٦٦ - ٣٦٧) والصدوق (ره) في معاني الأخبار تحت عنوان (باب معاني الألفاظ التي ذكرها أمير المؤمنين (ع) في خطبته بالنخيلة حين بلغه قتل حسان عامله بالأنبار) (أنظر ص 309 - 312 من طبعة مكتبة الصدوق).
وأبو الفرج الإصبهاني في الأغاني تحت عنوان (ذكر الخبر في مقتل ابني عبيد الله بن العباس) (أنظر ص 43 من طبعة الساسي من الجزء الخامس عشر) ونقلها أحمد زكي صفوت في جمهرة خطب العرب من بعض الكتب المشار إليها (النهج، وشرح النهج لابن أبي الحديد، والبيان والتبيين، والأغاني) (أنظر ص 239 - 242 من الجزء الأول).
ثم لا يخفى أنا لم نشر من موارد الاختلاف في الكتب المذكور فيها الحديث إلا إلى قليل خوف الإطناب فمن أراد الوقوف على الموارد فليراجع الكتب المشار إليها.
أقول: يظهر من بعض كتب الرجال واللغة أن (المغفل) هنا بضم الميم وفتح الغين المعجمة وفتح الفاء المشددة.
2 - قال الطبري: ضمن ذكره حوادث سنة ثلاث وثمانين في وقعة هزيمة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بدير الجماجم (ج 8، ص 24) ما نصه: (ودخل أهل الشام العسكر فكبروا فصعد إليه عبد الله بن يزيد بن المغفل الأزدي وكانت مليكة ابنة أخيه امرأة عبد الرحمن (القصة)).
أقول: الظاهر أن عبد الله هذا هو ابن يزيد بن المغفل الأزدي السابق الذكر في قصة الخريت بن راشد الناجي (أنظر ص 348) ومن المحتمل أيضا أن يكون هو ابن عم سفيان بن عوف.
3 - في تقريب التهذيب: (أبو الكنود الأزدي الكوفي هو عبد الله بن عامر أو ابن عمران أو ابن عويمر وقيل: ابن سعيد وقيل: عمر بن حبشي مقبول من الثانية / ق) وفي الإصابة مثله إلا أن فيه (عمرو بن حبشي) (بالواو بعد كلمة عمر).
أقول: قد مر الكلام عليه أيضا فيما سبق (أنظر ص 394).
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»
الفهرست