قال: فنزلت فكتبت أصحابي كتائب ثم أخذت أبعثهم إليه كتيبة بعد كتيبة فيقاتلونهم والله ويصبرون لهم ويطاردونهم في الأزقة فلما رأيت ذلك أنزلت إليهم نحوا من مائتين ثم أتبعتهم الخيل فلما مشت إليهم الرجال (1) وحملت عليهم الخيل فلم يكن إلا قليلا حتى تفرقوا، وقتل صاحبهم في رجال من أصحابه وأتيناه (2) في نيف وثلاثين رجلا فحملنا ما كان في الأنبار من أموال أهلها، ثم انصرفت.
فوالله ما غزوت غزوة أسلم (3) ولا أقر للعيون ولا أسر للنفوس منها، وبلغني والله أنها أفزعت الناس، فلما أتيت معاوية فحدثته الحديث على وجهه قال: كنت والله عند ظني بك لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه مثل ما يقضى فيه أميره وإن أحببت توليته وليتك، وأنت أمين أينما كنت من سلطاني، وليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني (4).
قال: فوالله ما لبثنا إلا يسيرا حتى رأيت رجال أهل العراق يأتوننا على الإبل هرابا من قبل (5) علي (6)