يخفى عليه فقال له: أتعرفه؟ قال نعم، قال: من هو؟ قال: أنا، قال: فأرني الضربة التي برأسك. قال: فأراه فإذا هي ضربة قد برت العظم منكرة. فقال له: ما رأيك اليوم فينا؟ أهو كرأيك يومئذ؟ - قال: رأيي اليوم رأي الجماعة، قال: فما عليكم اليوم من بأس، أنتم آمنون ما لم تظهروا خلافا، ولكن العجب كيف نجوت من زياد؟ لم يقتلك فيمن قتل؟ أولم يسيرك فيمن سير؟ قال: أما التسيير فقد سيرني، وأما القتل فقد عافانا الله منه.
فقال الضحاك (1): والله لقد أصابني في ذلك الطريق عطش شديد ضل جملنا الذي كان عليه الماء فعطشنا وخفقت برأسي خفقتين لنعاس أصابني فتركت الطريق فانتبهت وليس معي إلا نفر [يسير (2)] من أصحابي ليس فيهم أحد معه ماء فبعثت رجلا منهم في جانب يلتمس (3) الماء ولا أنيس إذ رأيت (4) جادة فلزمتها فسمعت قائلا يقول: