فقال: أيفتخر (1) علينا بما صنع في بلادنا أول ما قدم؟! وأيم الله لأذكرنه أبغض مواطنه تلك إليه. قال: فسكت الضحاك قليلا [فكأنه خزي واستحيا (2)] ثم قال: نعم كان ذلك اليوم بأخرة (3) بكلام ثقيل ثم نزل.
فقلت لعبد الرحمن بن عبيد [أو قيل له]: لقد اجترأت حين تذكره ذلك اليوم (4) وتخبره أنك كنت فيمن لقيه، فقال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا (5).
قال: وحدثني ابن أخي محمد بن مخنف عن أبيه عن عمه قال: قال الضحاك لعبد - الرحمن بن مخنف (6) [حين قدم الكوفة]: لقد رأيت منكم بغربي تدمر رجلا ما كنت أرى في الناس مثله رجلا، حمل علينا فما كذب (7) حتى ضرب الكتيبة التي أنا فيها، فلما ذهب ليولي حملت عليه فطعنته في قمته (8) فوقع ثم قام فلم يضره شيئا فذهب،