الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٧
بأصحابي ألفا من بني فراس (1).
١ - قد وردت هذه الفقرة في خطبة له (ع) وأوردها الرضي (ره) في نهج البلاغة في باب المختار من الخطب (أنظر شرح النهج الحديدي ج ١، ص ١١٠) ونص عبارته: (أما والله لوددت أن لي بكم ألف فارس من بني فراس بن غنم) وقال - المجلسي (ره) بعد نقلها في ثامن البحار في باب ما جرى من الفتن (ص ٦٨٤، س ٢) عن النهج أن الفقرة في بشارة المصطفى: (والله لوددت أن لي بكل عشرة منكم رجلا من بني - فراس بن غنم صرف الدينار).
وقال ابن أبي الحديد في شرح الفقرة: (وبنو فراس بن غنم بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وهم بنو فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة حي مشهور بالشجاعة منهم علقمة بن فراس وهو جذل الطعان، ومنهم ربيعة بن مكدم بن حدثان بن جذيمة بن علقمة بن فراس الشجاع المشهور حامي الظعن حيا وميتا ولم يحم الحريم وهو ميت أحد غيره.
عرض له فرسان من بني سليم ومعه ظعائن من أهله يحميهم وحده فطاعنهم فرماه نبيشة بن حبيب بسهم أصاب قلبه فنصب رمحه في الأرض واعتمد عليه وهو ثابت في سرجه لم يزل ولم يمل وأشار إلى الظعائن بالرواح، فسرن حتى بلغن بيوت الحي وبنو سليم قيام إزاءه لا يقدمون عليه ويظنونه حيا حتى قال قائل منهم: إني لا أراه إلا ميتا ولو كان حيا لتحرك، إنه والله لماثل راتب على هيئة واحدة لا يرفع يده ولا يحرك رأسه، فلم يقدم أحد منهم على الدنو منه حتى رموا فرسه بسهم فشب من تحته [أي رفع يديه] فوقع وهو ميت وفاتتهم الظعائن وقال الشاعر:
لا يبعدن ربيعة بن مكدم * وسقى الغوادي قبره بذنوب نفرت قلوصى من حجارة حرة * بنيت على طلق اليدين وهوب لا تنفري يا ناق منه فإنه * شريب خمر مسعر لحروب لولا السفار وبعد خرق مهمة * لتركتها تجثو على العرقوب نعم الفتى أدنى نبيشة بزد * يوم اللقاء نبيشة بن حبيب) وقال في أواخر شرحه للخطبة (ص 115، س 19) (وقال القطب الراوندي: بنو فراس بن غنم هم الروم، وليس بجيد والصحيح ما ذكرناه) وقال ابن ميثم (ره) في شرح النهج (ص 132 من الطبعة الأولى): (بنو فراس حي من تغلب أبوهم غنم بفتح الغين وسكون النون وهم غنم بن تغلب بن وائل، وإنما خص هذا البطن لشهرتهم بالشجاعة والحمية وسرعة إجابة الداعي).