الغارات - إبراهيم بن محمد الثقفي - ج ٢ - الصفحة ٤٢٤
المتهترة (1) كلما خيطت من جانب تهتك على صاحبها من جانب آخر (2) ثم نزل.
١ - (المتهترة من هتره أي مزقه، وبدلها في النهج: (المتداعية).
٢ - الفقرات الأخيرة من قوله عليه السلام (مداراتكم) إلى (من جانب آخر) صدر خطبة أوردها الرضي - رضي الله عنه - في نهج، البلاغة في باب المختار من الخطب تحت عنوان (من كلام له عليه السلام في ذم أصحابه) ونص عبارته هكذا (أنظر شرح النهج لابن - أبي الحديد، ج ٢ ص ٣٨): (كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة والثياب المتداعية كلما حيصت من جانب تهتكت من آخر) ثم أتبع كلامه عليه السلام بما سيجيئ عن قريب في الكتاب في غارة النعمان بن بشير.
أقول: كأن الرضي - رضي الله عنه - لفق ما اختاره في النهج من خطبتين له عليه السلام في ذم أصحابه فأخذ صدر مختاره من كلامه الذي قاله في غارة الضحاك بن قيس وذيله من قوله: (المنسر من مناسر أهل الشام) الذي قاله في غارة النعمان بن بشير كما يأتي في ص ٤٥١ فتفطن.
وقال ابن أبي الحديد في شرحه: (البكار جمع بكر وهو الفتى من الإبل، والعمدة التي قد انشدخت أسنمتها من داخل وظاهرها صحيح وذلك لكثرة ركوبها، والثياب المتداعية الأسمال التي قد أخلقت وإنما سميت متداعية لأن بعضها يتخرق فيدعو بعضها إلى مثل حاله، وحيصت = خيطت والحوص الخياطة، وتهتكت = تخرقت) ونقل المجلسي (ره) الخطبة في ثامن البحار في باب ما جرى من الفتن (ص ٦٨٥) عن نهج البلاغة قائلا بعدها: (إيضاح: البكار بالكسر جمع بكر بالفتح وهو الفتى من - الإبل، والعمدة بكسر الميم من العمد الورم والدبر وقيل: التي كسرها ثقل حملها، وقيل: التي قد انشدخت أسنمتها من داخل وظاهرها صحيح (إلى آخر ما قال).