ولو أن المؤلف طرح هذا الخبر لشذوذه مقابل الشهرة الروائية لرقم " الشهرة أيام " لكان أجدر. والمؤلف أقر - في الواقع - بشذوذ الرواية عندما قال في البدء: (هذا خبر لم يذهب إليه أحد من المسلمين)، إلا أنه أضاف قائلا: (فيجب تأويله). ولعل قناعته بصحة الرواية من جانب، وحرصه على مقولة " الجمع أولى من الطرح " حمله على التفسير المتقدم، وهو أمر سنعرض له عند حديثنا عن " تأليفه بين النصوص " في حقل لاحق حيث يمكن أن يثار " التشكيك " حيال " المقولة المذكورة بالنحو الذي نعرض له في حينه.
المهم، أن هذه الأنماط الثلاثة من التفسير اللغوي للنص: نحويا ومعجميا وعرفيا، تظل خطوة أولى من التعامل مع النص، قد توفر المؤلف عليها حسب ما يتطلبه الموقف من تفصيل أو اختزال.
أما الخطوة الأخرى لتعامله مع النص، فتتمثل في:
2 التفسير من خلال النص: وهو أن يفسر النص في ضوء سياقه الذي ورد فيه، أو في ضوء النصوص الأخرى الواردة في المسألة المطروحة، أو غير ها مما تفتقر إلى التوضيح: للإجمال الذي يطبع النص، وهذا ما يندرج ضمنه: التأليف بين النصوص " من خلال ما يسمى ب " الجمع العرفي "، ويتجاوزه إلى " الجمع التبرعي " أيضا وسائر الأشكال التي تجمع بين النصوص المتضاربة في الظاهر.
أما النمط الأول من الأول من التفسير، أي: كشف الدلالة من خلال سياقها الذي وردت فيه، فيمكن ملاحظته في ممارسات متنوعة من نحو رده مثلا على من ذهب إلى أن الفاقد للماء " حضرا " لا يشمله حكم " التيمم "، نظرا لوروده في سياق " السفر " تبعا للآية الكريمة عن التيمم. حيث رد ذلك بقوله:
(الآية لا تدل عليه، لأنه تعالى ذكرا أمورا في الأغلب هي أعذار كالمرض والسفر، فإذا خرج الوصف مخرج الأغلب، لا يدل على نفي الحكم عما عداه.).
ومن نحو رده على من ذهب إلى وجوب غسل الجمعة مثلا، استنادا إلى رواية: