عن ابن عباس أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ورأي زجرا شديدا وضربا للإبل فأشار بصوته إليهم وقال " أيها الناس عليكم السكينة فإن البر ليس بايضاع الإبل " رواه البخاري وقال عروة سئل أسامة وأنا جالس كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع؟ قال كان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص قال هشام بن عروة والنص فوق العنق متفق عليه (مسألة) قال (ويكبر في الطريق ويذكر الله تعالى) ذكر الله تعالى يستحب في الأوقات كلها وهو في هذا الوقت أشد تأكيدا لقول الله تعالى (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم) ولأنه زمن الاستشعار بطاعة الله تعالى والتلبس بعبادته والسعي إلى شعائره، وتستحب التلبية وذكر قوم أنه لا يلبي ولنا ما روى الفضل بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى الجمرة متفق عليه وعن عبد الرحمن بن يزيد قال شهدت ابن مسعود يوم عرفة وهو يلبي فقال له رجل كلمة فسمعته زاد في تلبيته شيئا لم أسمعه قبل ذلك قالها: لبيك عدد التراب، ويستحب أن يمضي على طريق المأزمين لأنه يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سلكها وان سلك الطريق الأخرى جاز (مسألة) قال (ثم يصلي مع الإمام المغرب وعشاء الآخرة بإقامة لكل صلاة فإن جمع بينهما بإقامة واحدة فلا بأس) وجملة ذلك أن السنة لمن دفع من عرفة ان لا يصلي المغرب حتى يصل مزدلفة فيجمع بين المغرب
(٤٣٧)