(مسألة) قال (ومن نسي الرمل في بعض سعيه فلا شئ عليه) وجملة ذلك أن الرمل في بطن الوادي سنة مستحبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم سعى وسعى أصحابه فروت صفية بنت شيبة عن أم ولد شيبة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى بين الصفا والمروة ويقول " لا يقطع الأبطح الا شدا " وليس ذلك بواجب ولا شئ على تاركه قال ابن عمر قال إن أسع بين الصفا والمروة فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى، وإن أمش فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا شيخ كبير، رواهما ابن ماجة. وروى هذا أبو داود ولان ترك الرمل في الطواف بالبيت لا شئ فيه فبين الصفا والمروة أولى (فصل) واختلفت الرواية في السعي فروي عن أحمد انه ركن لا يتم الحج إلا به وهو قول عائشة وعروة ومالك والشافعي لما روي عن عائشة قالت طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطاف المسلمون يعني بين الصفا والمروة فكانت سنة ولعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة. رواه مسلم. وعن حبيبة بنت أبي شجراء إحدى نساء بني عبد الدار قالت دخلت مع نسوة من قريش دار آل أبي حسين ننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسعى بين الصفا والمروة وان مئزره ليدور في وسطه من شدة سعيه حتى أني لاقول اني لأرى ركبتيه وسمعته يقول " اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي " رواه ابن ماجة ولأنه نسك في الحج والعمرة فكان ركنا فيهما كالطواف بالبيت وروي عن أحمد أنه سنة لا يجب بتركه
(٤٠٧)