الناس من وراء الحجر إلا لذلك، وروي عن ابن عباس أن معاوية طاف فجعل يستلم الأركان كلها، فقال له ابن عباس لم تستلم هذين الركنين ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يستلمهما؟ فقال معاوية ليس شئ من البيت مهجورا، فقال ابن عباس (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فقال معاوية صدقت ولأنهما لم يتما على قواعد إبراهيم فلم يسن استلامهما كالحائط الذي يلي الحجر (فصل) ويستلم الركنين الأسود واليماني في كل طوافه لأن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الركن اليماني الحجر في كل طوافه. قال نافع وكان ابن عمر يفعله. رواه أبو داود وإن لم يتمكن من تقبيل الحجر استلمه وقبل يده وممن رأى تقبيل اليد عند استلامه ابن عمر وجابر وأبو هريرة وأبو سعيد وابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء وعروة وأيوب والثوري والشافعي وإسحاق وقال مالك يضع يده على فيه من غير تقبيل، وروى أيضا عن القاسم بن محمد ولنا أن النبي صلى الله عليه وسلم استلمه وقبل يده. أخرجه مسلم وفعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتبعهم أهل العلم على ذلك فلا يعتد بمن خالفهم، وإن كان في يده شئ يمكن أن يستلم الحجر به استلمه وقبله لما روي عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن معه ويقبل المحجن رواه مسلم، فإن لم يمكنه استلامه أشار إليه وكبر لما روى البخاري باسناده عن ابن عباس قال:
طاف النبي صلى الله عليه وسلم على بعير كلما أتى الركن أشار إليه وكبر