منها فاستقبل الكعبة واذكر اسم الله وتنفس ثلاثا من زمزم وتضلع منها فإذا فرغت فاحمد الله تعالى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " آية ما بيننا وبين المنافقين انهم لا يتضلعون من زمزم " رواهما ابن ماجة.
ويقول عند الشرب بسم الله اللهم اجعله لنا علما نافعا ورزقا واسعا، وريا وشبعا، وشفاء من كل داء، واغسل به قلبي واملأه من حكمتك (فصل) ويسن أن يخطب الإمام بمنى يوم النحر خطبة يعلم الناس فيها مناسكهم من النحر والإفاضة والرمي نص عليه أحمد وهو مذهب الشافعي وابن المنذر. وذكر بعض أصحابنا انه لا يخطب يومئذ وهو مذهب مالك لأنها تسن في اليوم الذي قبله فلم تسن فيه ولنا ما روى ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم النحر. يعني بمنى. أخرجه البخاري وعن رافع بن عمر والمزني قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء وعلي بعبر عنه والناس بين قائم وقاعد. وقال أبو أمامة سمعت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر وقال الهرباس بن زياد الباهلي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى وقال عبد الرحمن بن معاذ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ونحن في منازلنا فطفق يعلهم مناسكهم حتى بلغ الجمار. وروي هذه الأحاديث كلها أبو داود الا حديث ابن عباس. ولأنه يوم تكثر فيه أفعال الحج ويحتاج إلى تعليم الناس أحكام ذلك فاحتيج إلى الخطبة من أجله كيوم عرفة (فصل) يوم الحج الأكبر يوم النحر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر " هذا يوم الحج الأكبر " رواه البخاري، وسمي بذلك لكثرة أفعال الحج فيه من الوقوف بالمشعر والدفع منه إلى منى والرمي والنحر والحلق وطواف الإفاضة والرجوع إلى منى ليبيت بها وليس في غيره مثله وهو مع ذلك يوم عيد ويوم يحل فيه من احرام الحج (فصل) وفي يوم النحر أربعة أشياء الرمي ثم النحر ثم الحلق ثم الطواف والسنة ترتيبها هكذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم رتبها كذلك وصفة جابر في حج النبي صلى الله عليه وسلم. وروى أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم رمى ثم نحر ثم حلق. رواه أبو داود. فأن أخل بترتيبها ناسيا أو جاهلا بالسنة فيها فلا شئ عليه في قول كثير من أهل العلم منهم الحسن وطاوس ومجاهد وسعيد بن جبير وعطاء والشافعي وإسحاق وأبو ثور وداود ومحمد بن جرير الطبري، وقال أبو حنيفة ان قدم الحلق على الرمي أو على النحر فعليه دم فإن كان قارنا فعليه دمان، وقال زفر عليه ثلاثة دماء لأنه لم يوجد التحلل الأول فلزمه الدم كما لو حلق قبل يوم النحر.
ولنا ما روى عبد الله بن عمر قال قال رجل يا رسول الله حلقت قبل أن اذبح قال " اذبح ولا حرج "