ثم يبيت بذي طوى ثم يصلي الصبح ويغتسل ويحدث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، ولان مكة مجمع أهل النسك فإذا قصدها استحب له الاغتسال كالخارج إلى الجمعة، والمرأة كالرجل وان كانت حائضا أو نفساء لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة وقد حاضت " افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت ولان الغسل يراد للتنظيف وهذا يحصل مع الحيض فاستحب لها ذلك وهذا مذهب الشافعي وفعله عروة والأسود بن يزيد وعمرو بن ميمون والحارث بن سويد (فصل) ويستحب أن يدخل مكة من أعلاها لما روى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من الثنية العليا التي بالبطحاء وخرج من الثنية السفلى، وروت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء مكة دخل من أعلاها وخرج من أسفلها، متفق عليهما ولا بأس أن يدخلها ليلا أو نهارا لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ليلا ونهارا رواهما النسائي (مسألة) قال أبو القاسم رحمه الله (فإذا دخل المسجد فالاستحباب له أن يدخل من باب بنى شيبة فإذا رأى البيت رفع يديه وكبر) إنما استحب دخول المسجد من باب بني شيبة لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل منه، وفي حديث جابر الذي رواه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة ارتفاع الضحى وأناخ راحلته عند باب بني شيبة ودخل المسجد
(٣٨٠)