____________________
وهذا نص صريح في التحليل، واما الحال فهو ان هذا يدل على تحريم سابق والا ذهبت فائدة اليوم أحل لكم، ألا ترى ان القائل لا يقول ابتداء لعبيده اليوم أبحت لكم السفر وأحللت لكم التجارة بل يعقل ذلك صبيان المكتب فإنه إذا قال لهم مؤدبهم أبحت لكم اليوم الاستراحة والنزهة فإنهم يفهمون انه حصل لهم ما كانوا ممنوعين عنه. وجه آخر قوله تعالى في الآية: والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب عقيب قوله والمحصنات من المؤمنات، وهذا يوضح انهما صفتان متغايرتان وفريقان مختلفان إذ لو كان المراد به ما يقوله المخالف انه أراد ان هذا حكمهن إذا آمن لكان قوله المحصنات من المؤمنات كافيا ويأتي ذكر الكتابيات المؤمنات تكرارا والتكرار مجانب للفصاحة إذ قد أفادت اللفظة الأولى المعنى المقصود والقرآن الكريم في أعلى طبقات الفصاحة. انتهى بلفظه من المنهاج الجلي. ثم قال (ع م) في المنهاج ما لفظه: ان قيل إن الله تعالى قال: ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن. الآية. وهذه مشركة فلا يجوز للمسلم ان ينكحها قبل الايمان والا ذهب النهى باطلا. قلت: أولا هذه غير مشركة إذ المشرك الذي يثبت ثانيا للواحد تعالى شريكا له والكتابيون المحقون ليسوا كذلك فأي إشراك يؤكده ما رويناه عنه عن أمير المؤمنين (ع م) أنه قال في الخبر المتقدم ولا يتزوج المجوسية ولا المشركة فأخبرنا (ع م) ما المراد بالمشركين سلمنا ما ذكرتم فنقول عام مخصوص ألا ترى إلى قوله تعالى: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم. الآية. والكتابيون لا يقتلون بدليل آخر فكذلك