بسعة من سعتك، والإجتهاد في ما يزلف لديك وعندك، وأتحفني بتحفة من تحفاتك، واجعل تجارتي رابحة وكرتي غير خاسرة، وأخفني مقامك وشوقني لقاءك، وتب علي توبة نصوحا لا تبقي معها ذنوبا صغيرة ولا كبيرة، ولا تذر معها علانية ولا سريرة، وانزع الغل من صدري للمؤمنين، وأعطف بقلبي على الخاشعين، وكن لي كما تكون للصالحين، وحلني حلية المتقين، واجعل لي لسان صدق في الغابرين وذكرا ناميا في الآخرين، وواف بي عرصة الأولين وتمم سبوغ نعمتك علي وظاهر كراماتها لدي، واملأ من فوائدك يدي وسق كرائم مواهبك إلي، وجاور بي الأطيبين من أوليائك في الجنان التي زينتها لأصفيائك، وجللني شرائف نحلك في المقامات المعدة لأحبائك، واجعل لي عندك مقيلا آوي إليه مطمئنا ومثابة أتبوأها وأقر عينا، ولا تقايسني بعظيمات الجرائر، ولا تهلكني يوم تبلى السرائر، وأزل عني كل شك وشبهة، واجعل لي في الحق طريقا من كل رحمة، وأجزل لي قسم المواهب من نوالك ووفر علي حظوظ الإحسان من إفضالك، واجعل قلبي واثقا بما عندك وهمي مستفرغا لما هو لك وأستعملني بما تستعمل به خالصتك، وأشرب قلبي عند ذهول العقول طاعتك، واجمع لي الغنى والعفاف والدعة والمعافاة والصحة والسعة والطمأنينة والعافية، ولا تحبط حسناتي بما يشوبها من معصيتك ولا خلواتي
(٢٩٥)