قال عليه السلام: فمن صدقك بهذا القول فقد كذب بالقرن، قال الله: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام) الآية، ما كان محمد صلى الله عليه وآله يدعى ما ادعيت أتزعم أنك تهدي الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء والساعة التي من سار فيها حاق به الضر من صدقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله في هذا الوجه وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه (1).
وفي رواية عبد الملك بن أعين المروية عن الفقيه، قلت لأبي عبد الله عليه السلام إني قد ابتليت بالنظر في النجوم فأريد الحاجة، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم أذهب فيها وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة فقال لي أتقضي، قلت: نعم، قال: أحرق كتبك (2). وفي رواية مفضل بن عمر المروية عن معاني الأخبار في قوله تعالى (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات) قال وأما الكلمات فمنها ما ذكرناه ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن الشبيه حتى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس واستدل بأفول كل منها على حدوثه وبحدوثه على محدثه.
ثم اعلم أن الحكم بالنجوم خطأ (3)، ثم إن مقتضى الاستفصال في رواية عبد الملك المتقدمة بين القضاء بالنجوم بعد النظر وعدمه أنه لا بأس بالنظر إذا لم يقض به بل أريد به مجرد التفاؤل إن فهم الخير والتحذر بالصدقة إن فهم الشر كما يدل عليه ما عن المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمر عن عمرو بن أذينة عن سفيان بن عمر، قال كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع فيدخلني عن ذلك شئ فشكوت ذلك إلى أبي الحسن عليه السلام فقال: إذا وقع في نفسك عن ذلك شئ فتصدق على أول مسكين، ثم امض فإن الله يدفع عنك (4)، ولو حكم بالنجوم على جهة أن مقتضى الاتصال الفلاني والحركة الفلانية الحادثة الواقعية، وإن كان الله يمحو ما يشاء ويثبت لم يدخل أيضا في الأخبار الناهية لأنها ظاهرة في الحكم على سبيل