بعدم الفرق بين عبادة وعبادة أو أن نظرهم إلى مثل ما ورد (1) من أنه لا عمل إلا بالنية حملا لها على الاضمار المذكور إما لتلك الروايات أو لأن الأخذ بظاهره من حاجة العمل إلى القصد يرجع إلى توضيح الواضحات الذي ينزه عنه كلامهم بداهة أن عدم تحقق الفعل إلا بالقصد من الواضحات فلا بد من حملها على اضمار النية على نحو ما ذكر في الروايات المتقدمة.
وكيف كان لو كان ذلك حقا لكان تصوير الخلل في النية واضحا لامكان ايجاد الفعل جهلا أو نسيانا بلا اضمار النية أو التكلم بها، أو مع تكرار الاضمار لو كان ذلك خللا.
وأما على القول الآخر وهو أن النية عبارة عن الإرادة التفصيلية أو الاجمالية والارتكازية فلا بد في تصوير الخلل في النية من بيان ما هو التحقيق في مبدئيتها للفعل الخارجي والأولى تشريحها أو لا في المركبات الخارجية كالبيت والسيارة ونحوها كي يتضح الأمر في المركبات الاعتبارية كالصلاة.
فنقول إذا كان بناء قصر على شكل ورسم خاص متعلقا لإرادة البناء فلا يعقل أن تكون تلك الإرادة المتعلقة ببناء القصر الكذائي مبدءا لوجود مقدماته الخارجية أو الداخلية لأن كل مقدمة منها بما أنها فعل خاص اختياري لا بد في وجودها من حصول المقدمات المختصة بها فمع حصول تلك المقدمات لا محالة يتعلق بهذا الفعل الخاص إرادة ولا يعقل تعلق إرادة أخرى به في عرض واحد كما هو واضح.
فالإرادة المتعلقة بالكل تصير داعية إلى تعلق إرادة مستقلة بالجزء أو الشرط الذي توقف وجود الكل عليه لا بمعنى تولد إرادة من إرادة أو عليتها لها فإن ذلك غير معقول بل بمعنى أن الفاعل لما أراد أن يوجد بناء ورأي أن هذا البناء يتوقف وجوده على تسطيح الأرض مثلا وتهيئة الأسباب المحتاج إليها في البناء يصير تصور ذلك والتصديق بالصلاح والاشتياق أحيانا موجبة لتعلق إرادة مستقلة بالجزء، وكل جزء أو شرط يتوقف