الله في أن يمطرهم، فلم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم: عليك أن تدعو الله أنت لأن الله يقول: (وإذا سالك عبادي عني فإني قريب) أو (وقال ربكم ادعوني استجيب لكم) بل دعا له فأجيب.
وفي البخاري (3 / 338) في حديث الشفاعة أن الخلق يوم القيامة:
" بينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق... ".
فدل ذلك على أن الاستغاثة ليست شركا ولا كفرا.
وأما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم: فقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (2 / 495):
[روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن أبي صالح السمان عن مالك الدار وكان خازن عمر قال: أصاب الناس قحط شديد في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا.
فأتي الرجل في المنام فقيل له: " ائت عمر وأقرئه السلام وأخبره أنهم يسقون " (422)].
قلت: حصل هذا الفعل في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه بمحضر من الصحابة ومعرفتهم مع سيدنا عمر فلم ينكروا عليه، أي فأقروه، فدل على إجماع سكوتي منهم رضي الله تعالى عنهم.
ولنا رسالة في هذه المسألة أسميناها " الإغاثة بأدلة الاستغاثة " فلتراجع.
قال الإمام النووي أيضا في المجموع (8 / 274) مبينا ما يستحب أن يقوله من يزور النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقف أمام القبر الشريف مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما نصه: