الإنسان سواء كان من السابقين أو اللاحقين أو كان من السلف أو من الخلف ليس معصوما من الخطأ ولا من الزلل!! وإنما المنزه عن الخطأ والزلل هو القرآن الكريم وقول الرسول الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فافهم ذلك ولا تغفل عنه.
وكما أنه يجب أن يكون في كل عصر ومصر مجددون في الفقه والحديث والعقائد ومغربلون لها مما قد يدخل عليها مما لا أصل له في الكتاب والسنة، فكذلك ينبغي أن يكون في كل عصر ومصر مجددون ومغربلون للتصوف لأنه أكثر هذه الأمور تعرضا لمن يدخل فيه ما ليس منه مما لا يمت إلى الكتاب والسنة بصلة من الصلات، وإنما كان هو الأكثر تعرضا لدخول الخطل والزلل فيه لأن أكثر المنتمين له في الأعصار المتأخرة قد أقفلوا عقولهم وجعلوا المشايخ في مقام العصمة وابتعدوا عن العلم الذي بواسطته يملكون الموازين التي يميزون بها بين الغث والسمين، ولأن نفوس أكثر المترسمين بهذا الأمر نفوس فرعونية وإن كانت صورهم في الظاهر صور محمدية صديقية!! لكن نفوسهم تأبى النصح والنصيحة وتأنف من الاعتراف بالحق والانصياع للشرع، لا سيما إذا كان المترسم بهذا الأمر يتمتع بجهالة وسفسطائية، ويتخيل أنه غوث البرية، وقطب رحى الدوائر الإلهية، وغير ذلك من الترهات المحكية، لا سيما إذا انضاف إلى ذلك جمع الأموال والتلبيس على العامة والبسطاء والغوغاء الذين تغرهم الصور والرسوم، ولا يدركون حقائق الأمور، نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ويرزقنا التواضع والخشية، ويجعلنا ممن يجاهد في سبيله، ويقول الحق ولا يخشى في الله تعالى لومة لائم، ولا تقريع حاسد أو عاذل هائم، إنه سميع مجيب، وبصير رقيب.