فنفروهم من دعاة الدين * أولي الهدى والعلم والتمكين فظهرت في جملة البلاد * طائفة البلع والازدراد آه على طريقة الرجال * أفسدها طوائف الجهال وقال آخر:
يا سائلا عن سنن الفقير * سألت ما عز عن التحرير إن الذي سألت عنه ماتا * وصار بعد أعظما رفاتا فطمست أعلامه تحقيقا * فلم تجد بعد لها طريقا عاش بها القوم بخير عيشه * فصيرت من بعدهم معيشه يدعى الذي يسير فيها سالك * وسالكوها اليوم حزب هالك ومن عادة هؤلاء المتصوفة المنحرفين أن يحاربوا كل من أراد نصيحتهم وإرشادهم وتصحيح ما هم عليه من الجهل والخرافات وهذا فعلهم في الماضي والحاضر، أما الحاضر فقد شاهدنا ذلك منهم كثيرا لمن حاول تقويم طريقتهم من السادة العلماء وأما في الماضي فعلى ذلك أمثلة كثيرة منها أن الإمام القدوة أبو الحسن ابن ميلة المولود سنة نيف وعشرين وثلاث مائة " كان ينكر على المتشبهين بالصوفية وغيرهم من الجهال فساد مقالاتهم في الحلول والإباحة والتشبيه، وغير ذلك من ذميم أخلاقهم فعدلوا عنه لما دعاهم إلى الحق جهلا وعنادا ".
[أنظر " سير أعلام النبلاء " (17 / 298) و " أخبار أصبهان " (2 / 24) للحافظ أبو نعيم].
وفي هذا كفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد.
هذا ونحن نسعى ليلا نهارا لإثبات وخدمة التصوف المحرر الذي كان عليه سلفنا الصالح المبني على الكتاب والسنة، كسعينا وحرصنا على بث الفقه الإسلامي والعقيدة الإسلامية الصافية المحررة المبنية على نصوص الكتاب والسنة، ولا يعني هذا أيضا أن لا نخالف من قبلنا في بعض آرائهم أو اجتهاداتهم لأن