وكذلك يكفر من قال لشريف أي إنسان من آل البيت أنا عدوك وعدو جدك إن أراد بجده النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال الله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)، وأما إن قصد بجده سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام ورضي الله عنه، وكان مبغضا له منكرا لفضائله فهو فاسق ضال منافق، لأنه تواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (8 / 335): " متواتر ".
وفي صحيح مسلم (1 / 86) عن سيدنا علي رضوان الله عليه قال: " إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق ".
وقد قال الفضل بن دكين (من رجال الستة وهو الإمام الحافظ الكبير من شيوخ أحمد بن حنبل والبخاري وابن معين وإسحق بن راهويه والذهلي وأبو خيثمة وأبو زرعة وأبو حاتم والدارمي صاحب السنن وغيرهم وروى عنه أيضا عبد الله بن المبارك توفي سنة 219) ما نصه:
" حب علي رضي الله عنه عبادة ".
ولو قال إنسان: قصعة ثريد خير من العلم. كفر.
ولو حضر جماعة، وجلس أحدهم على مكان رفيع تشبها بالمذكرين والوعاظ، فسألوه المسائل وهم يضحكون، ثم يضربونه بالمخراق (412)، أو تشبه بالمعلمين، فأخذ خشبة، وجلس القوم حوله كالصبيان وضحكوا واستهزؤوا، كفروا هم وهو، واختار النووي في الروضة أن الصواب لا يكفرون.
قلت: والظاهر أن مراده بعدم تكفيرهم أنهم إذا فعلوا هذا لا على سبيل الاستهزاء بالدين والشرع.