ومن المسالك الملتوية أيضا التي سلكها المجسمة في نشر الإشاعات المكذوبة المرجفة لنصر مذهبهم ومحاولة تمكينه عند العامة والدهماء ولو بالأكاذيب وباطل القول!! أنهم حذفوا كلمات من عبارات نقلوها من كتاب (الرسالة النظامية) لإمام الحرمين رحمه الله تعالى لا توافق مبادءهم ليوهموا من يثق بكلامهم ونقولاتهم أنه رجع في آخر حياته إلى مذهبهم وأعلن أنه على مذهب السلف الذي يعنونه هم ويقصدونه والذي هو في الحقيقة مخالف تماما لما عليه سلف الأمة، وكل ذلك مما لا ينطلي على الصيرفي النقاد بإذن الله تعالى!! قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (18 / 473):
[قال أبو المعالي في كتاب (الرسالة النظامية): اختلفت مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتنع على أهل الحق فحواها، فرأى بعضهم تأويلها والتزم ذلك في القرآن وما يصح من السنن، وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب تعالى، والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقدا اتباع سلف الأمة فالأولى الاتباع...] ا ه.
أقول: (أولا): حذف هنا من وسط هذه العبارات جملة مهمة فيها تغيير معنى العبارة!! أذكرها من الأصل وهو (الرسالة النظامية) ص (23) وأجعلها باللون الأسود العريض الواضح للبيان والتنبيه عليها، فإليكم هذا النص الذي نقله الذهبي عن إمام الحرمين من النظامية غير محذوف منه:
[فصل: قد اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتنع على أهل الحق فحواها وإجراؤها على موجب ما تبرزه أفهام أرباب