اللسان منها (22)، فرأى بعضهم تأويلها والتزام هذا المنهج في آي الكتاب وفيما صح من سنن النبي ص، وذهبت أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل وإجراء الظواهر على مواردها وتفويض معانيها إلى الرب سبحانه، والذي نرتضيه رأيا وندين الله به عقدا اتباع سلف الأمة فالأولى الاتباع وترك الابتداع...] انتهى.
فتأملوا!!
(ثانيا): وهذا الكلام من إمام الحرمين فيه ميل إلى أحد مذهبي الأشاعرة في مسائل الصفات وهو مذهب التفويض الذي يعده ابن تيمية الحراني من شر أقوال أهل البدع والالحاد!! لأن مذهب الأشاعرة في هذه المسائل إما التفويض المطلق وهو تفويض المعنى والكيف وأما التأويل كما قال صاحب الجوهرة الإمام اللقاني الأشعري:
وكل نص أوهم التشبيها * أوله أو فوض ورم تنزيها وقد صرح إمام الحرمين هنا بتفويض المعنى حيث قال في النص السابق (وتفويض معانيها إلى الرب سبحانه) وهذا يعارض تماما رأي الشيخ الحراني وسلفه وأتباعه القائلين بعدم جواز تفويض المعنى!! فلا دلالة بعد هذا البيان للمجسمة بأن إمام الحرمين رحمه الله تعالى رجع إلى مذهبهم في آخر حياته!!
فتنبهوا!!