أي أن كل من تكلم في علم الكلام فأخذ من الكتاب والسنة معلوماته ولم يخالف النصوص الشرعية فهو على الحق وما سوى ذلك كمن انخرط في سلك التجسيم والتشبيه وأعرض عن قواعد تنزيه الله تعالى فهو الهاذي المخطئ. وكذلك الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى رد على كثير من المبتدعة حتى قال كما في (سير أعلام النبلاء) (7 / 202):
(أتانا من المشرق رأيان خبيثان: جهم معطل، ومقاتل مشبه). ا ه وقد صنف الإمام أبو حنيفة كتاب (الفقه الأكبر) وكتاب الوصية وغيرهما في علم الكلام على ما يقال.
وكذلك صنف الإمام مالك في علم الكلام، ففي (ترتيب المدارك) (1 / 204) للقاضي عياض، وفي (سير أعلام النبلاء) (8 / 88) للحافظ الذهبي، أن الإمام مالكا ألف رسالة في القدر كتبها إلى ابن وهب، قال الذهبي: (وإسنادها صحيح).
وكذلك الإمام البخاري رحمه الله تعالى صنف في علم الكلام كتابه المشهور (خلق أفعال العباد) وهو متداول مطبوع.
والإمام أحمد الذي ينقل عنه أنه قال: علماء الكلام زنادقة، صنف كتاب (الرد على الجهمية) كما تزعم المشبهة، وموضوعه مسائل كلامية، كما أنه ناظر خصومه في علم الكلام وقال: (القرآن كلام الله غير مخلوق) وهذه العبارة غير موجودة في القرآن الكريم ولا نطقت بها ألسنة المطهرة، وهي من علم الكلام.
وكذلك الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى وهو من أئمة السلف (ت 321 ه) صنف العقيدة الطحاوية المشهورة ونص فيها على تنزيه الله عن الحد والجهة والأعضاء فقال: