ومسلم (1 / 120): قال البخاري: (باب صفة إبليس وجنوده) ثم روى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
(يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته).
وقال الحافظ ابن حجر هناك في الفتح في شرح الباب (6 / 342): وفيه (أن الله جعل للشيطان قوة على التوصل لباطن الإنسان)!!
وقال الحافظ أيضا هناك ص (340):
(قوله (من خلق ربك فإذا بلغة فليستعذ بالله ولينته) أي عن الاسترسال معه في ذلك، بل يلجأ إلى الله في دفعه، ويعلم أنه يريد إفساد دينه وعقله بهذه الوسوسة، فينبغي أن يجتهد في دفعها...).
قلت: فما قاله ذلك الرجل الهمذاني لإمام الحرمين على فرض صحته مما زعم أنه يوجد في باطنه فهو إلقاء شيطاني بنص هذه الأحاديث وهو مخالف لما هو مقرر في الكتاب والسنة من تنزيه الله تعالى عن الزمان والمكان فافهم هذا ولا تغفل عنه!!
وقد ظن المشبهة والمجسمة أن ما يلقيه الشيطان في قلوب الناس من أن الله في جهة العلو (الحسي) وأن جواب بعض الناس من العامة والأطفال عندما يسألون أين الله؟ فيقولون في السماء. أن جوابهم بذلك هو الشرع الواجب اتباعه دون آيات الكتاب العزيز والسنة المطهرة والنصوص الشرعية العديدة التي تقرر تنزيه الله تعالى عن الزمان والمكان!! فهل يتصور عاقل أن نترك نصوص الكتاب والسنة لما يتخيله الأطفال (18) والعامة البلهاء في ذات الله تعالى؟!! أو من يدعي