ورابعا: قد يقول قائل إن قوله (أقبل ولا تخف) قرينة أيضا على أنه سبحانه كان في ذلك المكان أو تلك البقعة أو ذلك الوادي!! ونحن نقول كل ذلك لا يجوز على الحق سبحانه وهو منزه عنه!!
فكما أننا لا نأخذ من قصة سيدنا موسى أن الله تعالى كان في الواد المقدس طوى وفي الشجرة باتفاق فكذلك لا نأخذ من قصة الإسراء والمعراج أن الله في السماء أو فوقها كما تقول المجسمة!!
وأما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى في تلك الليلة فهي محل خلاف بين العلماء، وغالب المجسمة ينفونها ويقولون بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير الله تعالى تلك الليلة، هذا مع قول الله تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم) الشورى: 51.
وفي صحيح مسلم (1 / 161) عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك، قال: " نور أنى أراه " (352).
وفي البخاري (8 / 606) ومسلم (1 / 159) عن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت: لقف قف شعري مما قلت!!
أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب. ثم قرأت (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير).
(وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب)... الخ.
وذكر بعض العلماء أن قوله صلى الله عليه وسلم " لا تفضلوني على يونس بن متى " (353) معناه: