فهذه القصة موجودة في كتاب (إخنوخ) وهو من الأسفار القديمة عند اليهود، ولكن الكنيسة بأقسامها الثلاث (وهي المجامع الكنيسية المتأخرة) اعتبرته سفرا غير قانوني.
ولكن الكنيسة الحبشية لا تزال تعتبره، والثابت أن المفسرين والمسلمين المتقدمين بما فيهم جماعة الصحابة رضوان الله عليهم اطلعوا على هذا السفر، ولذلك ورد اسم (إخنوخ) في بعض التفاسير كتفسير القرطبي مثلا عند تفسير قوله تعالى في حق سيدنا إدريس عليه السلام (ورفعناه مكانا عليا) وسفر (إخنوخ) اليهودي هذا يحتوي على قصة رحلة (إخنوخ) وهو سيدنا إدريس للسموات السبع وإعلانات الله لإخنوخ (كما يعبر)!!
وكذلك يحتوي - كما يقول - على تحذيرات إخنوخ لأبنائه!! وفي الفصل الثاني من سفر التكوين العدد (10 و 11 و 12 و 13 و 14) ورد ذكر هذه الأنهار الأربعة ببعض تغيير للأسماء وهي: فيحون وجيحون وحداقل والفرات. فالذي ألف القصة حور ودور في هذه الأسماء إلى ما يناسب معلومات العرب آنذاك فينبغي التدبر والتأمل والتفكر الدقيق في هذا الأمر!!
وهو أن بعض الإسرائيليات تسربت إلى الأحاديث بل قد صنع بعضهم من بعضها أحاديث كاملة نسبوها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا أدل على ذلك مما اعترف به أئمة أهل الحديث وجهابذة فنونه.
وهو أن مثل حديث " خلق الله التربة يوم السبت " الوارد في صحيح مسلم (4 / 2149 برقم 2789) من طريق أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو في الواقع أو في الأصح كما قال الإمام البخاري شيخ مسلم في تاريخه الكبير (1 / 413 - 414) من رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن كعب الأحبار اليهودي الأصل. فانقلب بعد ذلك على الرواة فأصبح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدل أن يظل من كلام كعب الأحبار اليهودي الأصل.