فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإني قد جربت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم. قال فلما جاوزت نادى مناد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي ".
وأقول بعد ذكر حديث الإسراء والمعراج هذا: إن الإسراء والمعراج ثابتان وهما قطعيان استدلالا بالقرآن الكريم لكن هذه القصة الطويلة التي أوردناها وبهذا التفصيل الدقيق الذي ورد في كتب الصحاح وغيرها فيها ألفاظ منكرة مردودة يستبعد جدا أن تكون من كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دخلها شئ من الإسرائيليات!! فالنهران الظاهران والباطنان مثلا خرافة إسرائيلية لا شك في ذلك لأن هذه القضية في هذا الحديث معارضة للقرآن الكريم الذي نص على أن الله تعالى أخرج الأنهار والعيون من ينابيع سلكها في الأرض بعدما أمطرت السماء عليها. قال تعالى (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض).
ثم إن العلوم الكونية تخالف أيضا ما جاء في هذا الحديث من أن منابع نهر النيل والفرات ودجلة من أماكن معروفة ومشهورة يعرفها أدنى مطلع على الجغرافيا والثقافة العامة التي يشترك فيها العام والخاص.
ثم إن بعد ما بين السماء السابعة والجنة وسدرة المنتهى وبين الأرض مسافة شاسعة جدا لا يمكن أن يتصور عاقل أن منابع هذه الأنهار عند سدرة المنتهى فوق السماء السابعة وهي تقطع هذه المسافة الطويلة فضلا عن أن ينطق بهذا سيد البشر والعقلاء وأعلمهم صلى الله عليه وآله وسلم.
وبالسؤال والتتبع وجدنا أن أصل هذه القصة موجود في كتب أهل الكتاب اليهود والنصارى مما أكد لنا أن هذه القصة بهذا الشكل والتصوير الوارد في هذا الحديث المنسوب للنبي صلى الله عليه وسلم فيها ما هو منحول من كتب الأمم السابقة وهم اليهود والنصارى.