في القرآن ولا هو مقطوع به في الحديث ولذلك وقع الخلاف فيه بين الأمة كما حكى ابن حزم، ولو كان من الأصول المقطوع بها لما حصل فيها هذا الاختلاف.
قالوا: وأما آية (وإنه لعلم للساعة) فلا تدل بوجه من الوجوه على أنه سينزل آخر الزمان، وفكرة نزول سيدنا عيسى وخروج المهدي كانت عند النصارى قديما وهي عين التبشير بإرسال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وخاصة أن اسم المهدي محمد بن عبد الله)، قال تعالى (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) البقرة: 89، فلما بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حرف أهل الكتاب القضية وزعموا أن رجلا آخر سيبعث آخر الزمان (309) ومنهم من قال هو سيدنا عيسى عليه السلام تحريفا وتضليلا!! وقد حدث أهل الكتاب بهذا قدماء المسلمين والصحابة، فرووا تلك الأحاديث من باب " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " فصار الأمر بعد ذلك عند بعض الناس أن هذا من كلام النبوة والواقع ليس كذلك بل هو من الإسرائيليات.
وقالوا: بأن حديث النواس بن سمعان الذي فيه ذكر خروج الدجال ويأجوج ومأجوج حديث آحاد لا تبنى عليه عقائد وقواطع وهو خرافة إسرائيلية ولا ريب، وقد حصل الاضطراب في الدجال كما رأيتم في أنه هل هو في دير أو هو ابن صياد وقد التبس أمره حتى على النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في بعض الروايات وهذا أمر منكر ومحال في العادة في حق نبي قد أعلمه الله تعالى به وبصفاته، زيادة على أن هذا الدجال ما من نبي إلا وقد أنذر أمته منه كما جاء في بعض الروايات التي اعتمدها من أثبت مجيئه!!
قالوا: وأما حديث الآيات العشر الذي في صحيح مسلم (4 / 2225) الذي