قالوا: وأما يأجوج ومأجوج: فقوم قد ذهبوا ولا عودة لهم في الدنيا، وقد كان هؤلاء القوم سنة (628) قبل الميلاد كما تفيد كتب التاريخ، وكما جاء في قصة ذي القرنين في القرآن في سورة الكهف، ثم لا يمكن عادة أن يكون هؤلاء القوم أحياء إلى الآن لأن أعدادهم الضخمة التي ذكرها الحديث الذي وصفهم وكثرة ما يأكلون وشربهم لبحيرة طبريا يثبت استحالة حبسهم في مكان ضيق أكثر من ألفي (2000) عام دون أن يموتوا، وكذلك لأن الحديث الثابت في البخاري (308) الذي فيه إخبار النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته بأنه لن يبقى على وجه الأرض بعد مائة سنة ممن هو عليها ذلك اليوم أحد، يدخل هؤلاء فيه بلا ريب.
قالوا: والصحيح عندنا أنهم ماتوا في تلك الأحقاب الماضية وذهبوا قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدهر، وقد ذكر خبر يأجوج ومأجوج في سورتي قصص كالكهف والأنبياء وهذا يدل أيضا على أن الأمر قد سلف وحصل وليس أمرا سيحدث في المستقبل.
قالوا: وأما الدخان فهو ليس من أشراط الساعة وإنما يحدث عند النفخ أي عقب قيام الساعة، وقد جاء في الصحيحين البخاري (8 / 574) ومسلم (4 / 2156 - 2157) عن سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه قال: " خمس قد مضين:
الدخان، واللزام، والروم، والبطشة، والقمر ".
وقد بين ابن مسعود رضي الله عنه كما جاء في صحيح مسلم (4 / 2157) أمر الدخان فقال " إنما كان هذا، أن قريشا لما استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف، فأصابهم قحط وجهد، حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد.... " فهذا هو الدخان المراد بالأشراط وقد مضى، أو هو بعد قيام الساعة بعد النفخة الأولى!!
قالوا: وأما نزول سيدنا عيسى عليه السلام وخروج المهدي فهو غير ثابت