صحيح شرح العقيدة الطحاوية - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٥١١
البخت (289) فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله. ثم يرسل الله مطرا لا يكن (290) منه بيت مدر (291) ولا وبر. فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة (292). ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة (293) من الرمانة.
ويستظلون بقحفها (294). ويبارك في الرسل (295). حتى أن اللقحة (296) من الإبل لتكفي الفئام (297) من الناس. واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس (298). فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة.
فتأخذهم تحت آباطهم. فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر (299) فعليهم تقوم الساعة ".

(٢٨٩) (البخت) قال في اللسان: البخت والبختية دخيل في العربية. أعجمي معرب. وهي الإبل الخراسانية، تنتج من عربية وفالج، وهي جمال طوال الأعناق.
(٢٩٠) (لا يكن) أي لا يمنع من نزول الماء.
(٢٩١) (مدر) هو الطين الصلب.
(٢٩٢) (كالزلفة) روي: الزلقة. وروي: الزلفة. وروي: الزلفة. قال القاضي: كلها صحيحة، واختلفوا في معناه. فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون: معناه كالمرآة. وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا. شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها. وقيل:
كمصانع الماء. أي إن الماء ستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء.
(٢٩٣) (العصابة) هي الجماعة.
(٢٩٤) وهذا وإن كان جائزا في قدرة الله تعالى فيكاد أن يقال فيه: غير معقول، ومثله هنا في متن هذا الحديث أشياء. وقوله (بقحفها) بكسر القاف، هو مقعر قشرها. شبهها بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدماغ وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل.
(٢٩٥) (الرسل) هو اللبن.
(٢٩٦) (اللقحة) بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان الكسر أشهر. وهي القريبة العهد بالولادة، وجمعها لقح كبركة وبرك واللقوح ذات اللبن. وجمعها لقاح.
(٢٩٧) (الفئام) هي الجماعة الكثيرة.
(٢٩٨) (الفخذ من الناس) قال أهل اللغة: الفخذ الجماعة من الأقارب.
(٢٩٩) (يتهارجون فيها تهارج الحمر) أي يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس، كما إلا أنه غريب وشاذ ومشكل عندي ككثير من الأحاديث التي حكم عليها العلماء بالشذوذ وبعضها في الصحيحين، وذلك لأمرين، الأول: أنه معارض بالقرآن كما ذكرنا، والثاني: أن نافعا يرويه تارة عن امرأة ابن عمر عن السيدة عائشة كما في مسند أحمد (6 / 55) وفيه ما يدل على اضطراب القضية، وتارة عن ابن عمر، وروي أيضا من حديث سيدنا حذيفة عند أحمد (5 / 407) بسند ضعيف. والثالث: أن هناك أحاديث عديدة تكلمت عن الميت المؤمن والكافر وما يلقيان ولم تتعرض البتة لضمة القبر وضغطته بل تعرضت الأحاديث التي بعضها في البخاري ومسلم إلى أن القبر يفسح عليه، وصاحبا الصحيحين لم يخرجا حديث الضغطة في صحيحهما مع أن إسناده على شرط مسلم، وهذا الأمر معتبر إذا ضم إلى ما قبله من التعليل.
وقد روى الطبراني (4 / 121) عن أبي أيوب مرفوعا: " لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي " قلت: ولا يثبت لأن في سنده حماد بن سلمة عن غير ثابت، وهذا غير معقول مع الآيات التي ذكرناها ولأن الصبي ليس مكلفا، وهو آحاد غير متواتر فلا يبنى عليه أصل في الاعتقاد، وقد نص الدارقطني أن هذا الحديث مرسل غلط بعض الرواة فجعله متصلا وقد تقدم الكلام في هذا مفصلا.
(٥١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 516 ... » »»
الفهرست