لا يشعرون) الزخرف: 66.
قالوا: إن منطق القرآن الكريم ودلالته وسياق الآيات دل على أن الساعة تأتي بغتة، وأشراط الساعة بالمفهوم الذي قاله مخالفونا تنافي مفهوم المباغتة، والمباغتة في اللغة هي المفاجئة بالشئ من حيث لا يحتسب ولا يرتقب، وهذا الذي يدل عليه فهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذه الآيات ففي البخاري (2 / 545) ومسلم (2 / 628) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خسفت الشمس في زمن النبي صلى لله عليه وسلم فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة... " ولم ينتظر أشراطا لها!!
وأجابوا على ما استدل به الجمهور من الآيات التي قالوا بأنها دالة على أن هناك أشراطا ستقع وساعدهم في ذلك ما نقله بعض أهل السنة كابن حزم في كتابه مراتب الإجماع من أن نزول سيدنا عيسى عليه السلام آخر الزمان مختلف فيه بين الأمة حيث قال ابن حزم هناك ص (173) ما نصه - تحت عنوان: باب من الإجماع في الاعتقادات يكفر من خالفه بإجماع -: " وأنه لا نبي مع محمد صلى الله عليه وسلم ولا بعده أبدا، إلا أنهم اختلفوا في عيسى عليه السلام أيأتي قبل يوم القيامة أم لا ".
وأكد هؤلاء نفيهم لعلامات الساعة المستقبلية التي ذكرناها بقول الله تعالى أيضا: (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) سورة سيدنا محمد: 18.
قالوا: ذكر الله تعالى في هذه الآية أن أشراط الساعة قد جاءت، أي في قوله تعالى (فقد جاء أشراطها) أي انتهى مجئ أشراطها ومضى ولم يبق إلا قيامها، والأصل أن (جاء) فعل ماض، وقد التي قبله للتحقيق، وفي الحديث " بعثت أنا والساعة كهاتين " رواه البخاري (11 / 347) ومسلم (4 / 2268). وأما جمهور أهل السنة ففسروا قوله تعالى (فقد جاء أشراطها) أي: فقد قرب مجئ أشراطها،