الله أفلا أعتقها؟! قال:
(ائتني بها) فأتيته بها، فقال لها: (أين الله؟) قالت: في السماء. قال:
(من أنا) قالت: أنت رسول الله. قال: (أعتقها فإنها مؤمنة).] انتهى الحديث.
نقول: في هذا الحديث عدة قضايا يجب التنبيه عليها:
أولا: هذا الحديث من أحاديث الآحاد التي لا يجوز أن يبنى عليه أصل في العقائد، وقد تقدم معنا في فصل الكلام على أحاديث الآحاد أنها تفيد الظن ولا تفيد العلم بما لا يدع مجالا للشك وهو أمر وارد في الكتاب والسنة ومقرر عند الصحابة والسلف وأئمة المحدثين، وما أفاد الظن كيف يبنى عليه أصل الدين الذي لا يجوز إلا أن يكون مقطوعا به؟!! لا سيما وظاهره معارض بما هو أقوى منه وهو النصوص المنزهة لله تعالى عن المكان.
ثانيا: نفى بعض أئمة الحديث المتقدمين وجود قصة الجارية وهو القسم الأخير في الحديث من صحيح مسلم، قال الإمام الحافظ البيهقي عن هذا الحديث في كتابه (الأسماء والصفات) ص (422) ما نصه:
(وهذا صحيح قد أخرجه مسلم... دون قصة الجارية).
ثالثا: أن هذا الحديث اختلف الرواة في متنه، فرواه بعضهم بهذا اللفظ (أين الله؟) بإسناد حسن (177)، ورواه بعضهم بلفظ (أتشهدين أن لا إله إلا